مشاريع البندورة في السويداء.. خسائر فادحة تحت وطأة الأزمة الراهنة
سنا بدر -سويداء -هيومن فويس
لم تقتصر تداعيات الأزمة الخانقة التي تعيشها محافظة السويداء على المحروقات والمواد الأساسية بل طالت القطاع الزراعي بشكل مباشر لاسيما مشاريع زراعة البندورة التي تُعد من أبرز المحاصيل التي تعتمد عليها المحافظة.
ففي لقاء خاص ل” هيومن فويس “مع أحد أصحاب المشاريع الزراعية في منطقة سهوة الخضر أوضح أن المزارعين يواجهون خسائر مالية كبيرة جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض أسعار البيع، مؤكداً أن سعر الكيلو الواحد من البندورة في السوق لا يتجاوز 1000 ليرة سورية في حين أن تكلفة إنتاجه تصل إلى 1500 ليرة أي أن المزارع يخسر ما يقارب 500 ليرة عن كل كيلوغرام.
وأضاف أن عملية نقل البندورة إلى السوق المحلي باتت مرهقة للغاية حيث وصل سعر لتر المازوت المستخدم في النقل إلى نحو 25 ألف ليرة سورية ما يضاعف من حجم الخسائر. وأشار إلى أن البندورة التي كانت تُزرع في سهوة الخضر وعرمان وقيصما عادةً ما يتم تسويقها خارج المحافظة أو حتى تصديرها قبل الأحداث الأخيرة، غير أن الظروف الراهنة حالت دون ذلك.
وأكد المزارع أن كل دونم أرض يكلف ما يقارب 15 مليون ليرة سورية بين بذار، ورش مبيدات، وري، وأجور فلاحة، بينما بالكاد يستطيع المزارع استرداد نحو 7 ملايين فقط من هذه التكاليف، ما يعني أن المزارعين مهددون بخسارة مشاريعهم الزراعية بشكل كامل.
وأشار إلى أن كميات كبيرة من البندورة ما زالت عالقة في الحقول بسبب عدم جدوى قطافها، إذ أن أجرة القطاف للكيلو الواحد 300 ليرة .
وتعكس هذه الأوضاع حجم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في السويداء، حيث يواجه الفلاحون معادلة صعبة بين ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين، ما يهدد بزوال واحد من أهم المشاريع الزراعية التي شكلت سابقاً رافداً أساسياً للأسواق المحلية والخارجية.