القنيطرة -هيومن فويس – سلام هاروني
في تطور مقلق يهدد الأمن المائي والزراعي في محافظة القنيطرة، شهد سد المنطرة الواقع في ريف القنيطرة الأوسط جفافاً شبه كامل، بعد أن كان قبل أسابيع قليلة قد وصل منسوبه إلى النصف فقط. يُعد السد أكبر وأهم خزانات المياه في المحافظة، إذ يعتمد عليه المزارعون بشكل أساسي في ري محاصيلهم، إضافة إلى كونه موطناً طبيعياً لعدد من الأنواع المائية.
خلال الفترة الماضية، جرى ضخ كميات من مياه السد باتجاه الأراضي الزراعية لتأمين سقايتها، في ظل شح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. لكن، وبحسب شهود محليين، تسارع الانخفاض بشكل غير متوقع إلى أن أصبح السد خالياً من المياه تقريباً، الأمر الذي تسبب بموت كامل للثروة السمكية داخله، وتحول قاعه إلى أرض جافة متشققة.
بحديث خاص لـ”هيومن فويس”، قال أبو القاسم، أحد أبناء المنطقة: “اليوم السد ما عاد فيه نقطة مي… والسمك اللي كان فيه مات. هذا أكبر سدود القنيطرة، وغياب مياهه كارثة حقيقية”، مضيفاً أن آثار هذه الأزمة بدأت تنعكس بالفعل على المزارعين، الذين يواجهون خطر خسارة محاصيلهم مع توقف مصدر الري الأساسي.
استمرار تراجع المخزون المائي في السدود، نتيجة سوء إدارة الموارد المائية والتغيرات المناخية، قد يؤدي إلى تدهور بيئي واسع النطاق ويضع المحافظة أمام تحديات أكبر خلال المواسم الزراعية المقبلة.
يناشد الأهالي والمزارعون بالعمل على وضع خطة لإعادة تأهيل السد وتأمين بدائل مائية مستدامة، لتفادي كارثة مماثلة في المستقبل.