انحسار موجة الحر يعيد الحياة الطبيعية إلى درعا
هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
شهدت محافظة درعا خلال الأسبوعين الماضيين موجة حر شديدة وغير مسبوقة، أثرت بشكل مباشر على حياة السكان وأعمالهم اليومية، حيث تسببت بدرجات حرارة مرتفعة تجاوزت المعدلات الطبيعية، الأمر الذي انعكس على النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمدينة.
بحسب ما رصده مراسل هيومن فويس، فإن عودة الأجواء المعتدلة انعكست إيجاباً على مختلف مجالات الحياة، لتؤكد مرة أخرى أن استقرار المناخ يشكل عاملاً أساسياً في استمرارية عجلة الاقتصاد المحلي وحركة الناس اليومية.
أكد أحد الأهالي لمراسل هيومن فويس أن موجة الحر التي انكسرت أخيراً كانت قد سببت الكثير من المعاناة للناس، وأجبرتهم على تقليل نشاطاتهم والخروج في أضيق الحدود، حفاظاً على صحتهم وتجنباً للتعرض لأشعة الشمس الحارقة. ومع انحسار الموجة وعودة درجات الحرارة إلى طبيعتها المعتادة، استعاد السكان حياتهم اليومية بشكل تدريجي.
أحمد، وهو أحد أصحاب بسطات الخضار في درعا، تحدث قائلاً إن موجة الحر انعكست بشكل كبير على عمله، حيث لم يتمكن من تحمل حرارة الجو المرتفعة، ما دفعه للجلوس في منزله مدة أسبوع كامل بلا عمل، مكتفياً بمحاولة التخفيف من آثار الحرارة داخل المنزل. وأضاف أن ذلك الأسبوع كان الأصعب بالنسبة له ولأسرته، إذ واجه خسائر مادية نتيجة توقفه عن البيع، في وقت استمرت المصاريف اليومية من طعام وشراب ومتطلبات المنزل.
مع انكسار الموجة واعتدال الطقس، عاد أحمد إلى بسطته، وأكد أن جميع أصحاب البسطات والأسواق الشعبية استأنفوا نشاطهم بشكل كامل، بعد أن أصبح الجو يساعد على الحركة والعمل، مشيراً إلى أن المواطنين عادوا للتسوق بشكل طبيعي بعد فترة ركود غير مسبوقة.
العديد من سكان درعا وصفوا الموجة بأنها من الأقسى خلال السنوات الأخيرة، حيث أجبرت الأهالي على تغيير أنماط حياتهم، فالبعض لجأ إلى قضاء معظم الوقت داخل المنازل، فيما اضطر آخرون إلى تقليل ساعات عملهم، وخاصة العاملين في المهن التي تتطلب وجوداً مستمراً في الشوارع وتحت أشعة الشمس المباشرة.
اليوم، ومع اعتدال الطقس، بدت الأسواق أكثر نشاطاً، وازدادت حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ، في مؤشر واضح على استعادة المدينة لحيويتها. ويأمل الأهالي أن لا تتكرر مثل هذه الموجات التي تثقل كاهلهم اقتصادياً وصحياً، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها المنطقة.