أزمة عمل خانقة في القنيطرة تدفع الشباب لترك الجامعات والعمل بأجور يومية
القنيطرة ـ هيومن فويس- سلام هاروني
تعيش محافظة القنيطرة منذ أشهر على واقع أزمة إقتصادية واجتماعية خانقة، انعكست بشكل مباشر على فئة الشباب، سواء الطلاب الجامعيين أو الخريجين من مختلف الاختصاصات. فقد دفعت قلة فرص العمل، مع ارتفاع تكاليف المعيشة، الكثير من طلاب الجامعات إلى التوقف عن إكمال تعليمهم، لعدم قدرتهم على تأمين المصروف اليومي الذي يغطي أبسط احتياجاتهم من سكن وتنقل وقرطاسية.
الأزمة لم تتوقف فقط عند الطلاب بل طالت الخريجين من أبناء المحافظة من بينهم مهندسين ومعلمين وحملة شهادات جامعية أخرى، ممن أنهوا دراستهم على أمل بناء المستقبل الأفضل إلا أنهم وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل، في منطقة تفتقر إلى أي مشاريع اقتصادية أو استثمارية قادرة على استيعاب الطاقات الشبابية.
زاد من حدة الأزمة غياب موسم الزراعة هذا العام بشكل شبه كامل، نتيجة عوامل طبيعية وأمنية مثل توغل اسرائيل بالقنيطرة مما حرم مئات العائلات من مصدر دخلها الأساسي، الذي أفقد أبناء المنطقة إحدى أهم ركائز العيش
هذا الواقع جعل الشباب أمام حيرة كبيرة أين يمكن أن يجدوا فرص عمل في بيئة تعاني أصلاً من تراجع اقتصادي، ووضع أمني غير مستقر يعيق أي نشاط استثماري أو إنتاجي؟بحديث خاص لـهيومن فويس قال محمدخريج هندسة برمجيات:
“منذ تخرجي وأنا أبحث عن فرصة عمل ضمن اختصاصي، لكن للأسف لم أجد ولم أستفد من شهادتي سوى أنني علّقتها على الحائط اضطررت للعمل كعامل بأجر يومي حتى أستطيع إعالة نفسي. وهذا ليس وضعي فقط، بل وضع كثير من الشباب الذين تعبوا سنوات طويلة في الدراسة ولم يحصدوا تعب دراستهم”
فتح مجالات جديدة للاستثمار، وتشجيع المشاريع الصغيرة التي يمكن أن تستوعب هذه الطاقات المعطلةإلى جانب ضرورة دعم القطاع الزراعي الذي يشكّل عصب حياة لأهالي المحافظة يكون حل لهذه المشكلة.
لكن مع غياب هذه الحلول يبقى شباب القنيطرة عالقين بين خيارين أحلاهما مرّ: إما القبول بأعمال مؤقتة ذات دخل محدود لا يكفي لسد الاحتياجات الأساسية أو الاستسلام للبطالة