مدارس درعا بين دمار الماضي وآمال النهوض
هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
أكد الناشط الإنساني أبو معن الحوراني لمراسل هيومن فويس أن أغلب مدارس محافظة درعا تعيش واقعا تعليمياً صعباً نتيجة الدمار الكبير الذي طال بنيتها التحتية، بسبب سياسة النظام البائد التي سعت إلى تهميش التعليم ومحاربته بشكل ممنهج. وقد أدى هذا التدمير إلى خروج عشرات المدارس عن الخدمة، وتحوّل بعضها إلى مأوى للنازحين أو نقاط عسكرية في فترات الصراع، الأمر الذي خلّف فجوة كبيرة في القطاع التربوي أثّرت بشكل مباشر على الأجيال الصاعدة.
أكد المصدر أنه برغم هذا الدمار الواسع، لم تقف المجتمعات المحلية مكتوفة الأيدي، حيث ظهرت خلال السنوات الأخيرة مبادرات أهلية وجهود تطوعية استطاعت أن تعيد الأمل إلى بعض المدن والبلدات في درعا. فقد قامت مجموعات من الأهالي والنشطاء بإعادة تأهيل عدد من المدارس المتضررة جزئياً، وترميم ما يمكن ترميمه بإمكانات بسيطة ومواد محلية، مما أتاح عودة جزئية للعملية التعليمية في بعض المناطق .
وعلى الرغم من هذه الجهود المحدودة، لا يزال الأطفال في المحافظة يحلمون بمدارس حديثة تواكب التطور وتوفّر بيئة تعليمية سليمة. فغالبية الصفوف التي أُعيد ترميمها تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، كالطاولات والسبورات والتدفئة، فضلًا عن غياب الوسائل التقنية الحديثة التي أصبحت ضرورية لدعم التعليم وتطويره.
وتسعى مديرية التربية في محافظة درعا، من جهتها، إلى مواجهة هذا الواقع الصعب من خلال إعداد دراسات متكاملة لترميم المدارس وتطويرها، على أمل تنفيذ هذه المشاريع في المستقبل القريب عند توفر الإمكانيات اللازمة والدعم الكافي. وقد أكدت المديرية أن هناك خطة موضوعة بحسب الأولويات والحاجة الملحة، ولكن تنفيذها يبقى مرهونًا بتوافر التمويل من الجهات الداعمة والمنظمات المهتمة بالتعليم.
يبقى المشهد التعليمي في درعا مرآةً لمعاناة أوسع عاشتها المحافظة، لكنه في الوقت نفسه يعكس عزيمة الأهالي وتمسّكهم بحق أطفالهم في التعليم، رغم كل التحديات. ومع تكاتف الجهود الرسمية والشعبية، تبقى آمال استعادة المدارس لعافيتها قائمة، في انتظار دعم حقيقي يعيد لدرعا مدارسها، وللطلاب مستقبلهم .