إدلب _ هيومن ڤويس _ نور بري
برزت عدة مبادرات محلية في مدينة إدلب هدفها إعادة ترميم النسيج الاجتماعي وتعزيز القيم الإيجابية بين الأفراد ،ومن بين هذه المبادرات، برزت جلسات التوعية التي تُعقد بشكل دوري في المراكز المجتمعية والقاعات العامة، لتكون جسرا يربط بين الناس ويوفر مساحة آمنة للنقاش والحوار.
حيث تتناول هذه الجلسات طيفا واسعا من المواضيع التي تمس حياة الأهالي اليومية، بدءا من التربية الإيجابية للأطفال، مرورا بأساليب حل النزاعات الأسرية، وصولا إلى نشر ثقافة التطوع والمشاركة المجتمعية. كما لا تخلو من مناقشة قضايا حساسة كالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وأهمية تقبل الآخر، ودور الشباب في نهضة المجتمع.
وفي تصريح خاص ل هيومن ڤويس تقول آمال وهي إحدى القائمات على تنظيم هذه الأنشطة: كتير لقينا تفاعل من المجتمع واهتمام بهالجلسات، وكان في رغبة واضحة عند الناس لمعرفة معلومات جديدة وتبادل الخبرات، مشيرة إلى أن الحضور يتنوع بين نساء ورجال من مختلف الأعمار، وأن النقاشات غالبا ما تمتد خارج إطار الجلسة إلى أحاديث جانبية تعزز الروابط بين المشاركين
من جانبه يضيف محمد، أحد الميسرين لهذه الجلسات: صح في أشخاص كانت ما تتقبل هالنوع من الجلسات بالبداية ، بس بعدين صار في اهتمام، وصاروا الناس يطلبوا جلسات التوعية حول مواضيع معينة تهم حياتهم . ويرى أن التغيير في المواقف
هو أحد أهم مؤشرات نجاح هذه المبادرات، حيث أصبح البعض يشارك بفاعلية أكبر، ويقترح مواضيع للطرح في المرات القادمة.
وتتميز أجواء الجلسات بالود والانفتاح، حيث يجلس المشاركون في حلقات نقاشية صغيرة تتيح للجميع فرصة التعبير عن آرائهم وتجاربهم الشخصية. وغالبا ما يتم دعم الحوار بوسائل عرض مرئية، أو أنشطة تفاعلية تساعد على ترسيخ المفاهيم.
فيما يؤكد المنظمون أن استمرار هذه المبادرات وتوسيعها جغرافيا يمكن أن يحقق أثرا أعمق على المدى الطويل، عبر ترسيخ قيم الحوار البنّاء، وتشجيع الأفراد على المساهمة في حل مشاكلهم المجتمعية بأنفسهم، بدلا من انتظار حلول خارجية.
ومع تزايد الطلب على هذه الجلسات، يبدو أن إدلب بدأت تخطو خطوات ثابتة نحو بناء وعي مجتمعي قادر على مواجهة التحديات، وتحويل الحوار إلى أداة للتغيير الإيجابي.