الزعتر البري في ريف درعا الغربي… كنز طبيعي يجمع بين الفائدة والرزق
هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
أكد حسن العبد الله لمراسل هيومن فويس أن نبتة الزعتر البري تنتشر بكثافة في ريف درعا الغربي، خصوصًا على السفوح الجبلية التي توفر لها بيئة مثالية للنمو، بفضل تربتها الغنية ومناخها المعتدل نسبيًا. ويُعرف الزعتر البري في المنطقة بخصائصه الطبية والغذائية، مما يجعله مقصدًا مهمًا للأهالي منذ عقود، إذ يستخدمونه كعلاج طبيعي للأمراض الموسمية، أبرزها التهاب البلعوم والتخفيف من السعال، إضافة إلى كونه منكهًا ومكوّنًا أساسيًا في الأطعمة التقليدية.
يمتاز الزعتر البري بمذاقه الحاد ورائحته الزكية، وهو ما يجعله مرغوبًا سواء في الاستعمال العلاجي أو في المطبخ المحلي. ومع حلول مواسم نموه، يتوجه العديد من أبناء القرى والبلدات إلى الجبال والأودية لقطف أوراقه وأغصانه الصغيرة يدويًا، حفاظًا على جودته ومنع إتلافه.
بعد الحصاد، يُنشر الزعتر في ساحات مفتوحة أو على أسطح المنازل تحت أشعة الشمس لعدة أيام حتى يجف تمامًا، ليصبح جاهزًا للتخزين أو البيع. ويقوم البعض بطحنه وإضافة السمسم أو السماق لصنع خلطات الزعتر المشهورة، بينما يفضّل آخرون بيعه كما هو بشكل طبيعي.
في أسواق ريف درعا، يُعرض الزعتر البري في محال الأعشاب الطبية، ويشهد إقبالًا ملحوظًا خاصة في فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب على العلاجات الطبيعية لأمراض الجهاز التنفسي. ويشكل بيعه مصدر دخل موسميًا مهمًا للعديد من العائلات، إذ يساهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية بشكل مباشر.
ويؤكد العطارون أن الزعتر البري ليس مجرد نبات عطري، بل هو كنز غني بالزيوت الطيارة والفوائد الصحية، إذ يساهم في تنشيط الجهاز المناعي وتحسين الهضم، فضلًا عن خصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات. كما يُستخدم في التخفيف من اضطرابات المعدة ومعالجة بعض أمراض الجهاز التنفسي.
ومع ذلك، يحذر خبراء البيئة من مخاطر الإفراط في قطف الزعتر بطرق عشوائية، لما لذلك من أثر سلبي على استدامته وتوازن البيئة الجبلية. وينصحون باعتماد أساليب حصاد مدروسة تحافظ على النبات، ليبقى موردًا طبيعيًا متجددًا وموروثًا نباتيًا وطبيًا للأجيال القادمة، وركنًا أصيلًا في حياة سكان الريف الغربي لدرعا .