إدلب.. كنوز أثرية تتآكل تحت الإهمال والأهالي يطالبون بإنقاذ عاجل
هيومن فويس – إدلب – ساري عللو
تزخر محافظة إدلب بمواقع أثرية تعود لآلاف السنين، من المدن المنسية إلى الكنائس البيزنطية والمباني الحجرية القديمة، لكنها اليوم تواجه خطر التصدع والتآكل بفعل العوامل الطبيعية والاعتداءات البشرية، في ظل غياب خطط جدية للترميم أو الحماية.
في منطقة آثار ماعز، التي تضم كنيسة فريدة تعود للقرن الخامس الميلادي، يقول عبد الناصر أبو أحمد لـ”هيومن فويس”:
“نشأنا ونحن نرى هذه الكنيسة شامخة، لكنها اليوم تفقد حجارتها يوماً بعد يوم، ولا أحد يسأل عنها. نخشى أن يأتي يوم لا نجد فيه شيئاً نتركه لأولادنا سوى الصور والذكريات.”
أما في كفرلوسين، حيث تنتشر آثار رومانية مهيبة، فيصف أبو علاء المشهد قائلاً:
“الأعشاب غطت المعالم، والحجارة تآكلت. لو كان هناك اهتمام أو ترميم لكانت هذه المواقع مصدر فخر ومورد سياحي مهم.”
ويطالب الأهالي بتنظيم مبادرات إنقاذ تشمل:
-
ترميم إنشائي لدعم الجدران والأسقف المهددة بالانهيار.
-
ترميم معماري للحفاظ على الطراز التاريخي.
-
تنظيف المواقع وإزالة الأعشاب.
-
إنشاء مسارات للزوار مع لوحات تعريفية بالمواقع وتاريخها.
كما يدعو السكان إلى خطة طويلة الأمد لتأهيل هذه المواقع، تتضمن تدريب كوادر محلية على الصيانة الدورية وتحويل بعض المواقع إلى وجهات سياحية تدر دخلاً على المجتمعات المحيطة.
ويؤكد أهالي إدلب أن حماية التراث الأثري ليست ترفاً ثقافياً، بل مسؤولية جماعية تتطلب تحركاً فورياً من الجهات المختصة والمنظمات الدولية، قبل أن تضيع هذه الشواهد التاريخية إلى الأبد.