استياء شعبي واحتجاجات ضد مشروع تجاري على مجرى النهر في القامشلي
الحسكة – هيومن فويس – رنيم الأحمد
تشهد مدينة القامشلي موجة غضب بين الأهالي، بعد إعلان بلدية الشعب نيتها تنفيذ مشروع لبناء محال تجارية على طول مجرى النهر في سوق المدينة، بمسافة تصل إلى 400 متر.
المشروع الذي كشف عنه مؤخرًا أثار حالة من السخط الشعبي، خاصةً بعد أن تبيّن أن المخطط يتضمن صبّ النهر بالخرسانة المسلحة وإغلاقه بالكامل وتحويله إلى أساس إنشائي.
الأهالي يرون أن النهر هو المتنفس الوحيد المتبقي داخل المدينة، ومكان يقصده الناس للراحة وسط الزحام والعمران.
ويقول أحد السكان: “ما ظل غير هالنهر لنشم هوا، جايين يدفنوه بالإسمنت؟”.
الاعتراض لم يقتصر على الكلام فقط، إذ نظم عدد من النشطاء البيئيين والمواطنين وقفة احتجاجية أمام موقع المشروع، رفعوا خلالها لافتات كتب عليها: “احموا نهرنا”، “لا لدفن الطبيعة”، “التنمية لا تعني الخراب”.
المحتجون حذروا من تداعيات المشروع، مؤكدين أن طمر مجرى النهر سيؤدي إلى اختناق بيئي، وارتفاع درجات الحرارة، وتدهور في نوعية الحياة بالحي، خاصةً في ظل غياب المساحات الخضراء والتوسع العمراني غير المنظم.
وطالب المشاركون في الوقفة بلدية الشعب بإلغاء المشروع فورًا، ودعوا إلى التفكير بحلول بديلة تحقق الفائدة التجارية دون الإضرار بالبيئة أو القضاء على أحد أبرز معالم المدينة الطبيعية.
الأهالي أكدوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وأنهم سيواصلون التحرك حتى يتم إيقاف المشروع، مؤكدين أن “النهر ليس للبيع”.