هيومن فويس: محمد بلال
لا شك ان الحرب الروسية الأكرانية، لم تأت بالنتائج التي خططت لها موسكو ولم تكن موسكو موفقة بأي جانب من جوانبها
فمن الناحية العسكرية واجهت العالم تقريباً بكل ما توصل إليه العلم من تكنولوجيا حديثة، فقد إنصبّ السلاح على أكرانيا من كل جهات العالم بأنواعه وتخصصاته، وخدمتها كل أجهزة إستخبارات العالم فكشفت لها كل ما تستره موسكو، ورصدت تحركات الروس كل ألأقمار الإصطناعية الدائرة بالكون على مدار الساعة فجعلت الخطط الروسية مفضوحة مكشوفة الأهداف، وأشرف على خططها العسكرية أكبر وأقوى جنرالات في العالم مما جعل إنتصار الروس أمراً مستحيلاً، لا بل وقد أظهرتهم هذه على أنهم مازالوا يعيشون زمن الحرب العالمية الثانية تكتيكياً، بينما تقدمت الجيوش وأصبحت تعمل بحرب الروبوتات، وعدم إنتصار الروس في هذه الحرب، هو إنتصار كبير جداً لأكرانيا
ومن الناحية الإقتصادية كانت خسائر روسيا لا تقل عن خسائرها العسكرية، فقد عمدت كل من أمريكا وأوربا إلى عزل روسيا إقتصاديا مما خنقها وأثر على إقتصادها تأثيراً مؤلماً وجعل آنتاجها يتراجع إلى حدّ التوقف في بعض المجالات
أما من الناحية المعنوية للدولة والشعب الروسيين، فقد وقف الشعب الروسي بغالبيته ضدّ الحرب على أكرانيا منذ بدايتها، لأن الشعب المثقل يريد أن يعيش كما باقي الشعوب المحيطة به تعيش، بينما الحرب تأقل ما تبقى من إقتصاد الدولة، وتجلى رفضه لتلك الحرب بالنظاهرات التي عمّت غالبية المدن الروسية، وبالطبع كانت التصدي لها بالإعتقال والترهيب كفيل بإخمادها.
اما عن معنويات الدولة العظمى التي عجزت جيوشها عن الثبات على الأرض الأكرانية وتلقت فيها الكثير من الضربات المؤلمة، حيث أصبح العتاد الروسي حتى الإستراتيجي منه خردة، يتندّر الأكرانيون بإقتنائة او اللعب فيه.
هذه الدولة العظمى التي سعت إلى إنعاش سوق السلاح عالمياً بمئات أنواع الأسلحة الجديدة التي جربتها على أجساد السوريين، لقد أصبحت سمعتها وسمعت أسلحتها بالحضيض . فكانت الخسائر كبيرة وفادحة على كلّ صعيد، مما جعل المسؤولين الروس يهددون بإستعمال السلاح النووي أكثر من مرة، وآخرهم كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ يومين،
ولكن هل يستخدم الروس السلاح النووي، وإذا إستخدموه على أي مستوى سيكون هذا الإستخدام.
وهل سيتابع الأمريكا والأوربين بالضغط على روسيا لإجبارها على التفكير خارج المألوف، ولا تجد مخرجاً لها من أزمتها إلا بالسلاح النووي. ؟
وماذا سيكون الردّ الأمريكي والغربي على هذا الإستخدام، وهل ستكون نهاية العالم إنطلاقاً من هذه الحرب المجنونة ؟.
تنويه: المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس