الإقبال على الأقمشة في إدلب.. خيار الأسر الاقتصادية في مواجهة غلاء الملابس الجاهزة
إدلب – هيومن فويس – نور بري
تشهد أسواق الأقمشة في مدينة إدلب ومحيطها حركة نشطة خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل عزوف ملحوظ عن شراء الملابس الجاهزة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير. هذا الواقع دفع شريحة واسعة من الأهالي إلى الاتجاه نحو شراء الأقمشة وتفصيل الملابس لدى الخياطين كخيار أقل تكلفة وأكثر مرونة.
تقول فاطمة، معلمة، في حديث خاص لـ”هيومن فويس”:
“أسعار الملابس الجاهزة تجاوزت قدرتنا الشرائية. على سبيل المثال، فستان ابنتي الصغيرة وصل سعره إلى 300 ليرة تركية، بينما يمكنني شراء القماش وتفصيله عند الخياط بمبلغ أقل، واختيار الموديل كما أحب. وحتى من القماش نفسه يمكن أن أصنع قطعتين.”
وتضيف ناديا، ربة منزل:
“مؤخرًا أردت شراء مانطو بسعر 40 دولارًا، وهذا مبلغ كبير جدًا بالنسبة لنا. راتب زوجي كله 150 دولارًا، وما زلنا بحاجة لتغطية احتياجات أخرى. لذلك فضلت شراء القماش وتفصيله، وهو خيار أوفر بالنسبة لنا.”
من جانبه، يشير محمد، صاحب محل أقمشة في مدينة سرمدا، إلى زيادة الإقبال على الأقمشة منذ بداية الصيف:
“الناس لاحظت أن القماش أرخص من الملابس الجاهزة، ونحن نوفر خيارات تناسب جميع الزبائن، من الأقمشة الخفيفة إلى الثقيلة.”
ويضيف الخياط عبد المطلب أن الطلب المتزايد أدى إلى ضغط كبير في العمل:
“خلال الشهر الماضي خيطت أكثر من 6 فساتين و7 طقم تركي للأطفال. الكثير من الأهالي يجلبون القماش لتفصيل فساتين أو عبايات أو طقم ولادي، وهذا يحقق دخلًا جيدًا بالنسبة لنا.”
ويعتبر الأهالي أن هذا التوجه يعكس تأقلم السكان مع الظروف الاقتصادية الصعبة، في ظل استمرار تقلبات الأسعار وارتفاع تكاليف الملابس المستوردة، التي أصبحت عبئًا ثقيلاً على الأسر متوسطة الدخل.