“مخبز بصرى الشام الآلي.. ساعات إضافية وجهود استثنائية لتأمين خبز المهجرين”
هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
أكد مصدر محلي من أهالي بصرى الشام لمراسل هيومن فويس أن مخبز بصرى الشام الآلي في ريف درعا الشرقي يواصل عمله لساعات إضافية في محاولة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المحليين والمهجرين القادمين من مناطق السويداء المجاورة، حيث يشهد المخبز ضغطاً متصاعداً في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
ويعمل المخبز وفق نظام وردتين يومياًا لتأمين الخبز، إذ يبذل العمال جهوداً مضاعفة لضمان استمرار عملية الإنتاج دون انقطاع، رغم الظروف القاسية التي يواجهونها. وحسب القائمين على المخبز، فإن الطاقة الإنتاجية تصل إلى نحو 4000 ربطة خبز يومياً، وهو رقم يعكس حجم العبء الملقى على عاتق العاملين في ظل الطلب المتزايد.
أحد العاملين في المخبز قال لمراسل هيومن فويس: “نضطر للبقاء ساعات طويلة على خطوط الإنتاج، ونواجه ضغطاً يومياً بسبب الطوابير الممتدة أمام المخبز. ورغم التعب الشديد إلا أن غايتنا الأساسية هي ألا يبقى أي مهجّر أو عائلة محلية من دون خبز”، مشيراً إلى أن الظروف الإنسانية الصعبة تجبرهم على تجاوز قدراتهم الطبيعية.
ورغم هذه الجهود، لا يحظى العمال بأي تحفيز مادي إضافي لقاء عملهم المرهق، إذ تقتصر أجورهم على مبلغ لا يتجاوز 270 ألف ليرة سورية شهرياً، وهو مبلغ يعتبر زهيداً جداً قياساً بحجم العمل اليومي والظروف المعيشية المتدهورة وارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية. هذا الأمر يثير استياء العاملين الذين يجدون أنفسهم بين ضغط الواجب الإنساني من جهة، وضغط الحاجة المادية من جهة أخرى.
تزامنت هذه الأزمة مع نزوح أعداد من أهالي البدو من محافظة السويداء إلى ريف درعا الشرقي، الأمر الذي ضاعف من حاجة الأهالي لمادة الخبز بوصفها المادة الأساسية على موائد السوريين. ومع غياب الدعم الكافي، يتحول العبء كاملاً إلى كاهل المخبز والعاملين فيه الذين يواصلون العمل بشكل شبه تطوعي رغم ضعف الإمكانات.