أحمد الحسيني ـ هيومن فويس- طرطوس
وسط تردي الأوضاع الاقتصادية وغياب الدعم الحكومي، يواجه عدد كبير من الصيادين السوريين خطر فقدان مصدر رزقهم الوحيد، بسبب تهالك قواربهم القديمة التي لم تعد صالحة للإبحار الآمن.
يعتمد الصيادون على قوارب خشبية متهالكة، تعرّض الكثير منها للتلف نتيجة مرور الزمن، وغياب الصيانة الدورية، وندرة المواد اللازمة للإصلاح. وفي ظل ارتفاع أسعار المحروقات وقطع الغيار، بات تجديد القوارب أو شراء أخرى جديدة حلمًا بعيد المنال.
يقول الصياد “أبو محمد”، وهو ربّ أسرة مكوّنة من سبعة أفراد: “كل يوم نخرج إلى البحر ونحن لا نعلم إن كنا سنعود، القارب ينهار تحتنا، والموت قريب، لكن لا خيار لنا… البحر مصدر رزقنا الوحيد”.
تتكرر حوادث الغرق وتعطّل القوارب في عرض البحر، مما يعرّض حياة الصيادين لخطر حقيقي، وسط غياب أي تغطية تأمينية أو تدخل عاجل من الجهات المعنية لتأمين الحد الأدنى من السلامة البحرية.
لا يقتصر الضرر على سلامة الصيادين فحسب، بل يمتد ليهدد الأمن الغذائي ومصدر الدخل لعائلات بأكملها. فالعديد من الأسواق المحلية بدأت تشهد تراجعًا في توفر الأسماك، نتيجة انخفاض أعداد القوارب العاملة، وهو ما انعكس سلبًا على الأسعار ورفعها إلى مستويات غير مسبوقة.
يطالب الصيادون بتدخل حكومي عاجل لدعم القطاع، سواء عبر تقديم قوارب بديلة، أو توفير مواد الصيانة بأسعار مدعومة، إضافة إلى تخصيص برامج تمويلية تُمكّنهم من إصلاح أو استبدال قواربهم.
ويرى نشطاء في المجال البحري أن تجاهل هذه الأزمة قد يؤدي إلى انهيار أحد أهم القطاعات الاقتصادية الساحلية، داعين إلى دعم الصيادين كجزء من استقرار الأمن المعيشي في البلاد.