ادلب _ هيومن ڤويس _ نور بري
في زحام الالم وتحت رماد التهجير وقسوة الظروف، لا تزال الحياة تنبض في إدلب بألوان مختلفة، ترسمها أنامل شابة مبدعة تحاول الصمود وسط الركام ومن بين هذه المواهب، تبرز هدى، الشابة العشرينية التي تسكن في منطقة باب الهوى، وتتابع دراستها في “هندسة البرمجيات”، لكنها تحمل بين ضلوعها شغفا فنيا تتنفس من خلاله.
بدأت رحلة هدى من مدينة حماة، حيث ولدت، قبل أن تُجبر على مغادرتها في سن الرابعة عشرة بسبب الحرب، تنقلت هدى بين ريف حلب وتركيا، وعملت لفترة في مدينة مرسين، ثم عادت إلى سوريا واستقرت مع عائلتها في بيت متواضع قرب باب الهوى، بعد سنوات من التنقل بين الخيام والمنازل المؤقتة.
وفي تصريح خاص لـ هيومن ڤويس تقول هدى :
أنا بحب موهبتي وبتمنى كبرها واشتغل فيها، ما بدي بس تبقى مجرد شي مؤقت أو عمل تطوعي بفترات متقطعة. أحيانا بحس بالكبت أو العجز، بس بالمقابل بعرف قديش في طاقة جواي، وإني قادرة عبّر أكتر من خلال رسمي لو لقيت فرصة حقيقية.
و على الرغم من كل التحديات، لم تتخلَ هدى عن موهبتها، بل واظبت على تطويرها والمشاركة في مبادرات فنية تطوعية كلما سمحت لها الفرصة. وتضيف أيضا :
“أنا بدرس برمجة، بس الفن هو نفسي، هو طريقتي لأتنفس. بحلم أوصل صوتي، وأصير معروفة بموهبتي، مشان كل حدا عنده موهبة وما عنده فرصة، يعرف إنه بيقدر يشتغل ع حاله ويتعلم ويثبت وجوده.
هدى ليست حالة فريدة، فادلب تعجّ بالمواهب الشابة من رسم وتصوير وتصميم وموسيقى والحرف اليدوية التي غالبا ما تبقى في الظل لا لضعف امكانياتها الفنية، بل بسبب غياب الدعم المؤسسي، ونُدرة المبادرات التي تحتضن الإبداع المحلي
مما جعل الحاجة ملحة اليوم لخلق مساحات آمنة وداعمة لهذه المواهب، أما من خلال مراكز فنية، اومبادرات مجتمعية، اومنصات إعلامية تسلّط الضوء على الجوانب المضيئة في حياة من عاشوا سنوات من التهجير والمعاناة.
فرصة واحدة حقيقية قد تغيّر حياة، وتفتح الأفق أمام جيل يحلم بأن يُعبّر، لا ليهرب من واقعه فقط، بل ليساهم في تغييره.