هيومن فويس _حماة _ عبد الرزاق الحسن
أطلقت مجموعة من النساء مبادرة مفعمة بالحياة والأمل حملت اسم “صانعات الأمل” بهدف إعادة البهجة إلى الحديقة العامة وسط المدينة التي كانت يوما متنفسا لأهالي المنطقة قبل أن تهدم بالقصف وتغطيها ركام الحرب.
بأدوات بسيطة وقلوب كبيرة بدأت النساء بزراعة الأشجار والزهور وتنظيف الممرات وطلاء الجدران التي رسمت عليها ملامح الألم ليحولنها إلى لوحات تنبض بالأمل في كل لمسة طلاء وكل نبتة خضراء تسرد المدينة قصة صمود لا تُنسى وتُعلن عن بداية جديدة تُكتب بأنامل نسوية قوية رفضت الاستسلام للخراب.
وتأتي هذه المبادرة بعد أكثر من عقد من التهجير والنزوح القسري الذي ترك آثاره العميقة على البنية التحتية والروح الجماعية لأبناء المدينة كفرزيتا التي تُعد من أولى القرى التي انتفضت ضد النظام السوري عانت من دمار واسع جراء القصف المكثف مما جعل مشهد الدمار فيها جزءا من الحياة اليومية.
وفي تصريح خاص لهيومن فويس قالت إم محمد إحدى المشاركات في الحملة
“لم نعد نحتمل رؤية أطفالنا يلعبون بين الركام أردنا أن نعيد لهم مكاناً يضحكون فيه و أن يشعروا بأن مدينتهم ما زالت على قيد الحياة.
الحملة التي بدأت بخطوات فردية سرعان ما لاقت دعما من شباب المدينة وبعض المبادرات التطوعية المحلية مما عزز من روح التكاتف المجتمعي وأعاد الثقة بأن التغيير ممكن ولو بدأ من حديقة صغيرة وسط مدينة أنهكها الدمار.
والجدير بالذكر أن رغم التحديات التي تواجهها النساء في بيئة ما زالت تعاني من نقص الخدمات وضعف الإمكانيات،إلا أن مبادرة “صانعات الأمل” باتت تُشكل نموذجا يُحتذى به في إعادة الإعمار المجتمعي انطلاقًا من الإيمان بأن الحياة لا تنتظر الظروف بل تُصنع بالإرادة