ديرالزور_مروان الفراتي
يعيش آلاف المتقاعدين من أهالي الحسكة، المشمولين بالقرار الأخير لنقل استلام رواتبهم إلى محافظة دير الزور، معاناة إضافية تضاف إلى قائمة الأعباء المعيشية اليومية. القرار، الذي كان من المفترض أن يسهل عملية صرف الرواتب، تحول إلى رحلة شاقة ومليئة بالتحديات، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
رحلة شاقة وتكاليف باهظة
يضطر المتقاعدون، ومعظمهم من كبار السن، إلى قطع مسافات طويلة من مدنهم وقراهم في الحسكة إلى مدينة دير الزور، في رحلة تستغرق عدة ساعات. هذه الرحلة لا تقتصر على الوقت والجهد فحسب، بل تتطلب أيضاً نفقات مادية إضافية على المواصلات والإقامة، مما يلتهم جزءاً كبيراً من قيمة الراتب نفسه.
يقول “أبو أحمد”، وهو متقاعد سبعيني: “نحن ننتظر لساعات طويلة تحت الشمس، ومعظمنا يعاني من أمراض مزمنة. هذه المعاناة لا تطاق”. ويضيف آخر، وهو “أبو محمود”: “الوصول إلى دير الزور لا يعني نهاية المعاناة. فإذا اضطررنا للمبيت لليلة واحدة، نواجه مشكلة أخرى، وهي ارتفاع تكاليف الإيجارات، التي وصلت في بعض الأحيان إلى 100 ألف ليرة، وهو مبلغ يلتهم جزءاً كبيراً من راتبي الشهري”.
مطالبات بحلول عاجلة
يناشد المتقاعدون الجهات المعنية لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة. تتركز مطالبهم على إعادة النظر في قرار تحويل الرواتب، أو على الأقل إيجاد آلية لتسهيل عملية الصرف في الحسكة نفسها، أو عبر مراكز متنقلة تصل إلى مناطقهم. كما يطالبون بتحسين ظروف الانتظار أمام مراكز الصرف في دير الزور، وتوفير أماكن مظللة ومقاعد لتمكينهم من الانتظار بأمان.