الاغتراب في الوطن: عائدون إلى إدلب بين صدمة التغيّر وحنين الماضي
ساري عللو ( إدلب) – هيومن ڤويس
بمرور سنوات من الاغتراب القسري، يعود أبناء إدلب إلى مدينتهم وهم يحملون ذكرياتٍ وصوراً ذهنية عن وطنٍ تركوه مضطرين، ليصطدموا بواقع مغاير في تفاصيله وملامحه.
العائدون يؤكدون أن إدلب اليوم ليست كما كانت، لا على مستوى البيئة ولا المجتمع. وفي حديث “لهيومن ڤويس” يقول أحمد أبو خالد، مغترب عاد قبل أشهر: “الشوارع ضاقت، الوجوه تغيرت، والبيوت التي كانت عامرة تحوّل كثير منها إلى ركام. أكثر ما يؤلمني هو غياب ملامح الحي الذي نشأت فيه”.
التغيرات، وفق شهادات عدد من العائدين، طالت البنية التحتية والنسيج الاجتماعي معاً فقد فرضت سنوات الحرب والنزوح أنماط حياة جديدة، وأضعفت بعض العادات والتقاليد القديمة. أما بيئياً فتبرز تحديات واضحة، مثل تراكم النفايات في بعض المناطق، وتراجع المساحات الخضراء التي كانت متنفساً للسكان.
ورغم الصعوبات، يسعى كثير من العائدين لإحداث فرق من خلال مبادرات تطوعية لتنظيف الأحياء وإعادة ترميم بعض المرافق، وسط دعوات للجهات المحلية والمنظمات لدعم هذه الجهود وتعزيز فرص اندماج العائدين في مجتمعهم من جديد.
فإن “الاغتراب في الوطن” حالة مركبة تجمع بين الحنين والصدمة، وأن نجاح العائدين في التأقلم يعتمد على تكاتف الجهود لإعادة الحياة إلى طبيعتها، قدر الإمكان، في مدينة تغيّرت ملامحها تحت ضغط السنوات الماضية.