ريشة صغيرة تتحدى واقع التهجير: موهبة فنية تولد من قلب المخي
ساري عللو ( أدلب ) – هيومن ڤويس
برزت من بين خيام النزوح، وبين واقع لا يرحم الطفولة، ريشة صغيرة تمسكها أنامل طفلة لا تزال في سنواتها الأولى، ترسم عالماً أجمل مما تراه حولها. وسط معاناة التهجير وظروف الحياة القاسية، بدأت كوسيلة للتعبير، ثم تحوّلت إلى شغف يومي ورسالة أمل مرسومة بالألوان.
في بيئة تفتقر لأبسط مقومات الاستقرار، وجدت الطفلة في الرسم نافذتها إلى العالم، تعبر من خلالها عن مشاعرها وأحلامها، وتحوّل الألم إلى فنّ، والخوف إلى لوحات تنبض بالحياة.
رغم صغر سنها، استطاعت الطفلة “دلع الشحود” أن تلفت الأنظار بموهبتها الفريدة في الرسم، والتي بدأت ملامحها بالظهور منذ أن كانت في السادسة من عمرها، لتتحول مع الوقت إلى مسار إبداعي يرافقها وينمو معها عاماً بعد عام.
في كل لوحة ترسمها دلع، تنقل أحاسيس طفولية صادقة، وأفكاراً تتجاوز عمرها. ألوانها مليئة بالحياة، وخطوطها تحمل دقة ملفتة، وكأنها تحكي قصصاً لا تستطيع الكلمات التعبير عنها. وفي حديث “لهيومن ڤويس” قال والدها: “منذ كانت في السادسة، بدأت دلع ترسم كل ما تراه حولها. لم تكن مجرد رسومات عبثية، بل كانت تعبيراًحقيقياً عن أفكارها ومشاعرها.”
تحب دلع رسم الطبيعة والوجوه، وتستلهم الكثير من تفاصيل الحياة اليومية، لكنها تقول بابتسامة خجولة: “أحب أن أرسم كل شيء، لكن أكثر شيء أحبه هو رسم الناس وهم سعداء.”
تخصص دلع جزءاً من وقتها يومياً للرسم، مستخدمة أدوات بسيطة، لكنها تصنع منها فناً كبيراً. ، بطموح كبير؛ فهي تحلم بأن تصبح فنانة تشكيلية معروفة، وأن تفتتح معرضاً خاصاً بها يوماً ما.
موهبة دلع تمثل نموذجاً لأطفال كثر يملكون قدرات استثنائية تنتظر من يكتشفها ويمنحها الفرصة للتألق. في ظل واقع صعب، تظل مثل هذه المواهب بارقة أمل، ورسالة بأن الإبداع يمكن أن يزهر حتى في أقسى البيئات.