أحمد الحسيني ـ هيومن فويس ـ طرطوس
تشهد محافظة طرطوس وريفها ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار مواد البناء خلال الفترة الأخيرة، ما أدى إلى تباطؤ كبير في حركة العمران، سواء في المشاريع الخاصة أو العامة، ودفع العديد من المواطنين إلى التريث أو التوقف المؤقت عن استكمال بناء منازلهم.
مواد أساسية مثل الإسمنت، الحديد، والرمل شهدت تقلبات متسارعة في الأسعار، وسط صعوبات في تأمين الكميات المطلوبة وازدياد تكاليف النقل من وإلى مناطق الإنتاج.
يقول أبو سامر، أحد أبناء ريف طرطوس الذي بدأ بناء منزله قبل عامين، في تصريح لـهيومن فويس”:
“كنت حاطط ميزانية معينة، بس اليوم ما عاد تكفي حتى للهيكل. كل أسبوع في تغيير بالسعر، وهاد عم يأخرنا كتير. مضطرين نوقف وننتظر يمكن الأسعار تهدى شوي.”
من جهتهم، يرى أصحاب ورش البناء أن الغلاء لا ينعكس فقط على المواطن، بل يُصيب قطاع البناء بأكمله بالركود. ويؤكد المقاول حسام نبهان من مدينة طرطوس:
“نحنا جاهزين نشتغل، بس الناس وقفت لأنو التكاليف صارت فوق طاقتهم. كنا نشتغل بعدة مشاريع بنفس الوقت، وهلأ المشروع الواحد عم ياخد وقت طويل بسبب التأجيلات.”
في ظل هذا الواقع، يأمل الأهالي أن تتحرك الجهات المعنية لوضع ضوابط للسوق، ومراقبة الأسعار، أو تقديم تسهيلات في تأمين بعض المواد الأساسية، خاصةً للمشاريع السكنية الصغيرة التي يعتمد عليها كثير من المواطنين لتأمين سكن لأسرهم.
ورغم التحديات، لا يزال هناك تفاؤل بانتعاش حركة البناء مجددًا، في حال توفرت حلول تنظيمية واقعية تساهم في كبح جماح الأسعار وتسهيل العمل في هذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية للتنمية المحلية.