هيومن فويس _ يحيى الكناني
تواجه الأراضي الزراعية الواقعة بين محافظتي درعا والسويداء أزمة متفاقمة نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في السويداء، بالتزامن مع الارتفاع الحاد في أسعار المازوت، ما أدى إلى تعذّر تشغيل آبار الري وتلف مساحات واسعة من المحاصيل الصيفية، خصوصًا محاصيل البندورة والخضار الموسمية.
مزارعون من المنطقة أكدوا أن الوضع بات يهدد الأمن الزراعي ويكبّدهم خسائر كبيرة، في ظل غياب الدعم الحكومي وصعوبة الوصول إلى بدائل فعالة لري الأراضي.
في حديث خاص لـ”هيومن فويس”، قال المزارع “أبو محمد” من ريف درعا:
“الكهربا مقطوعة عنا من أول ما بدأت أحداث السويدا، ومن وقتها ما قدرنا نشغّل بير المي. حاولنا نستخدم المولدات بس المازوت سعره نار، ما معنا ندفع. أنا شخصيًا خسرت أكتر من 30 دونم بندورة، والمحصول تلف وما حدا سأل عنا.”
وأضاف: “الوضع مأساوي، تعب موسم كامل راح، ولا في تعويض، ولا حتى وعود بالمساعدة. كل شي بإيدنا عم ينتهي.”
تُعد المنطقة الحدودية بين درعا والسويداء من المناطق الزراعية الخصبة التي يعتمد عليها عدد كبير من السكان في تأمين دخلهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. غير أن استمرار انقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار المحروقات، جعلا من الزراعة عبئًا بدل أن تكون مصدرًا للرزق.
من جهتهم، طالب عدد من المزارعين في المنطقة الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل، من خلال:
توفير المحروقات بأسعار مدعومة للمزارعين و
تأمين حلول بديلة للكهرباء أو تعويض المتضررين عن خسائرهم
يحذر المزارعون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه، دون تدخل فعلي، سيؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي في كامل المنطقة، ويهدد آلاف الأسر التي تعتمد على الزراعة بشكل مباشر.
في ظل غياب أي استجابة رسمية حتى الآن، تبقى الأراضي الزراعية بين درعا والسويداء تواجه مصيرًا مجهولًا، بينما يواصل المزارعون عدّ خسائرهم بصمت وألم.