هيومن فويس- السويداء- سنا بدر
قبل اندلاع الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء كان سوق الخضار والفواكه يُعد من أبرز المظاهر الحيوية اليومية التي تعكس نبض المدينة واحتياجات سكانها. لطالما امتلأت الساحة المخصصة للسوق بسيارات النقل القادمة من مختلف المحافظات محمّلة بشتى أنواع الخضار والفواكه الطازجة، لتُعرض على بسطات التجار ويقبل عليها المواطنون من كل حدب وصوب.
هذا السوق لم يكن مجرد مكان لشراء الاحتياجات، بل كان مشهداً من الألوان والروائح والوجوه المتبادلة الحديث، وعلامة على استمرارية الحياة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي عايشها الأهالي لسنوات طويلة.
إلا أن هذا المشهد تغيّر بشكل مفاجئ منذ تاريخ 14 تموز الماضي، حيث باتت السوق خالية تماماً من أي مظاهر للحركة أو البيع. لم تدخل أي سيارة محملة بالخضار أو الفواكه إلى المدينة، واختفت البسطات، وتحوّلت الشوارع التي كانت تنبض بالحياة إلى طرقات فارغة من الباعة والمتسوقين على حد سواء.
وتُعزى هذه التغيرات الجذرية إلى التوترات الأمنية والإجراءات المرافقة لها، التي أدت إلى توقف حركة النقل بين المحافظات، وبالتالي انقطاع التوريد بشكل كامل. يعاني سكان المدينة اليوم من صعوبة تأمين أبسط أنواع الخضار، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على نمط معيشتهم وأسعار السلع الغذائية.
المشهد الحالي في سوق السويداء يعكس حالة من الجمود والقلق، وسط تساؤلات الأهالي عن موعد عودة الحياة إلى طبيعتها، وعودة الألوان إلى بسطات الخضار والفواكه التي طالما شكّلت جزءاً لا يتجزأ من يومياتهم.