ساري عللو (إدلب) ـ هيومن ڤويس
تعاني مناطق واسعة من جنوب محافظة إدلب من تراجع ملحوظ في النشاط الزراعي، نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالتربة خلال السنوات الماضية، بسبب القصف المتكرر، واستخدام المواد الكيماوية، وزراعة الألغام، ما انعكس سلباً على الإنتاج الزراعي ومعيشة السكان المحليين.
ويؤكد عدد من مزارعي بلدات وقرى ريف ادلب الجنوبي أن التربة لم تعد صالحة للزراعة كما في السابق، حيث تعاني من تلوث واضح وضعف في الخصوبة، إضافة إلى وجود مخاطر أمنية تهدد حياة الفلاحين نتيجة انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة في الأراضي الزراعية.
في حديث “لهيومن ڤويس” يقول أبو خالد مزارع من ريف معرة النعمان:
“كانت أراضينا تنتج القمح والخضار بكميات وفيرة، أما اليوم فالأرض لم تعد تعطي شيئاً، نخشى الاقتراب من بعض المناطق بسبب الألغام، وحتى الأراضي الآمنة تحتاج لتكاليف باهظة لإصلاح التربة.”
ويضيف بأن تكاليف إعادة تأهيل الأرض أصبحت تفوق قدرة المزارعين، في ظل غياب الدعم الكافي من المنظمات المختصة، وغياب أي خطة واضحة لإزالة الألغام أو معالجة التربة الملوثة.
أن القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة، واستخدام أسلحة تحتوي على مواد سامة، أدى إلى تغيرات خطيرة في بنية التربة وارتفاع مستويات التلوث فيها، الأمر الذي يتطلب تدخلاً تقنياً طويل الأمد لإعادة تأهيلها.
ويهدد هذا التراجع الزراعي الأمن الغذائي المحلي ويزيد من معدلات الفقر والبطالة، خاصة في المجتمعات التي تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة كمصدر للدخل.
ومطالبات للجهات المعنية والمنظمات الدولية بتكثيف الجهود لإزالة الألغام، وتقديم الدعم التقني والمالي لإعادة إحياء القطاع الزراعي، باعتباره شريان الحياة الأساسي للمنطقة.