إدلب – آلاء إبراهيم
في الوقت الذي يشكل فيه التعليم الركيزة الأساسية للنهوض بالمجتمعات، تشهد العديد من المناطق في الشمال السوري تصاعدًا ملحوظًا في ظاهرة التسرب المدرسي، والتي تعدّ واحدةً من أبرز الأزمات التي تواجه الجيل وتهدد مستقبله
تتعدد الأسباب التي تدفع الأطفال لترك مقاعد الدراسة، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة تتصدر القائمة، إذ يُجبر كثير من الأطفال على العمل لمساعدة أسرهم في تأمين لقمة العيش، خاصة في ظل غياب المعيل جرّاء الحرب، أو محدودية الدخل.
تقول أم يوسف وهي نازحة من ريف حماة إلى ريف إدلب “ابني ترك المدرسة وهو بالصف الخامس، صار يشتغل بمشغل خياطة مشان نعيش ما كان بدي يترك المدرسة، بس الظرف فرض حاله”
لا تقتصر المشكلة على الفقر فحسب، بل باتت المدارس غير المؤهلة تقف عائقاً أمام الأطفال، إلى جانب بعدها عن المناطق السكنية، الأمر الذي بات يعمّق الأزمة ويزيد من حدّتها.
وفقًا للإحصاءات بلغ عدد الأطفال المتسربين من المدارس في شمال غربي سوريا، وفق المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية أكثر من مليون طفل وطفلة، فيما ترتفع النسبة بين الطالبات نتيجة العادات الاجتماعية في بعض المناطق كزواج القاصرات.
ورغم بعض المبادرات المحلية التي أطلقتها منظمات إنسانية ومراكز تعليمية تعويضية، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة، وتعاني من ضعف التنسيق وقلّة الموارد، فالتسرب المدرسي لا يؤثر على الأطفال فقط، بل ينعكس سلباً على الأجيال القادمة.